منتخب المغرب يفرط في تقدمه مرتين أمام جنوب أفريقيا ويصر على الخروج مبكرا من كأس الأمم
"أسود الأطلس" اعتمدوا على نتيجة المباراة الأخرى .. وظنوا أن التعادل سيمنحهم بطاقة التأهل
أهدر المنتخب المغربي فرصة التأهل إلى دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأفريقية بعدما فرط في تقدمه مرتين وتعادل مع منتخب جنوب أفريقيا بنتيجة 2-2 في الجولة الأخيرة من الدور الأول مساء الأحد.
وغادر "أسود الأطلس" البطولة من دورها الأول بعد احتلال المركز الثالث برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات، خلف منتخب الرأس الأخضر الذي يحتل المركز الثاني برصيد 5 نقاط بعد فوزه على منتخب أنجولا 2-1.
وتصدر منتخب جنوب أفريقيا المجموعة الأولى برصيد 5 نقاط.
قدم المنتخب المغربي أداء جيدا في معظم فترات المباراة لكنه أهدر العديد من الفرص المحققة لتعزيز تقدمه، وهو ما سمح لمنتخب جنوب أفريقيا بالتعادل.
أجرى رشيد الطوسي المدير الفني للمنتخب المغربي تغييرات كبيرة عن التشكيلة التي خاض بها المباراة الماضية، لكنه اعتمد على الطريقة ذاتها وهي 4-3-2-1، ودفع بالمهاجم يوسف العربي بدلا من منير الحمداوي الذي جلس على مقاعد البدلاء، ومن خلفه الثنائي بلغزواني والقديوي بدلا من الثنائي اسامة السعيدي ونور الدين امرابط. لكنه أبقى على المتألق عبد العزيز برادة.
واعتمد جوردون إيجيسوند مدرب جنوب أفريقيا على طريقة 4-4-2، وأشرك الثنائي مفيلا ورانتي، بينما تمركز ماهلانجو وفورمان في منتصف الملعب، بجانب الجناحين بارك وفالا.
بدأ المنتخب المغربي المباراة بقوة وظهر بشكل مغاير عن المباراتين السابقتين، وسيطر على الكرة في منتصف الملعب ولم يسمح لأصحاب الأرض بأخذ زمام المبادرة.
وكاد "أسود الأطلس" أن يتقدموا بعد مرور 6 دقائق فقط من صافرة البداية بعدما مرر القديوي إلى العربي الذي سدد كرة مرت قريبة من مرمى الحارس الجنوب أفريقي خوان.
ولم ينتظر المنتخب المغربي كثيرا، ونجح في ترجمة سيطرته إلى هدف بعد مرور 10 دقائق بعدما ارتقى عصام العدوة فوق الجميع ليحول برأسه كرة الضربة الركنية التي نفذها عبد العزيز برادة لتسكن شباك أصحاب الأرض.
استمر الأداء الرجولي من منتخب الأسود، ولم يتراجع أبناء المدرب رشيد الطوسي رغم محاولات التعديل من منتخب "البافانا بافانا". وسدد بلغزواني كرة قوية أخرجها الحارس خوان بصعوبة. اتسم أداء منتخب جنوب أفريقيا بالعصبية مع مرور الوقت، وشهدت المباراة وجود بعض التدخلات العنيفة خاصة على لاعبي المغرب وسط مشاهدة من الحكم الذي اكتفى بإخراج بطاقة صفراء للاعب تاجونجا بعد تدخل عنيف على بلغزواني.
وكاد منتخب "الأولاد" أن ينجح في تعديل النتيجة بعد مرور أكثر من نصف ساعة بعدما تبادل توكيلو التمرير مع أحد زملائه قبل ان يسدد بجوار مرمى القائد المغربي نادر المياغري.
وبمرور الوقت، ظهرت الفجوات والفراغات في دفاعات أصحاب الأرض بسبب اندفاعهم لمعادلة النتيجة، وأهدر كمال الشافني فرصة محققة لمضاعفة تقدم الأسود من هجمة مرتدة عندما انفرد بالحارس خوان الذي تقدم إلى منتصف ملعبه وأنقذ مرماه وتصدى لتسديدة اللاعب المغربي الذي حاول تصويب الكرة بين قدميه لينتهي الشوط الأول بتقدم المغرب بهدف نظيف.
عاد منتخب "الأسود" وكرر بدايته القوية في الشوط الثاني، وأخطأ حكم المباراة في عدم احتساب ركلة جزاء واضحة لصالح المتألق عبد العزيز برادة الذي تعرض لدفع واضح داخل المنطقة المحظورة لكنه قاضي المباراة أشار إلى استكمال اللعب وذلك في الدقيقة 48.
لم يستمر الضغط الهجومي المغربي كثيرا، وتراجع أبناء رشيد الطوسي مجبرين أمام محاولات أصحاب الأرض لتعديل النتيجة، وأنقذ نادر المياغري مرمى الأسود من هدف محقق بعد تصديه لضربة حرة مباشرة بمهارة كبيرة في الدقيقة 55.
ورفض المنتخب المغربي قتل آمال جنوب افريقيا، وأهدر يوسف العربي فرصة ذهبية لإضافة الهدف الثاني بعدما انفرد بالحارس خوان وحاول تسديد الكرة من فوقه لكنه فشل في ذلك.
لجأ رشيد الطوسي إلى دكة احتياطه، وأجرى تبديلا دفاعيا بإخراج الجناح بلغزواني وإشراك الظهير الأيسر زكريا بركيدش بدلا منه.
ودفع المنتخب المغربي ثمن إهدار الفرص الثمينة وتلقت شباكه هدف التعادل بعدما تلاعب ماهنجلو بالدفاع المغربي وسدد كرة متقنة يصعب على أي حارس التصدي لها لتسكن شباك المياغري في الدقيقة 72.
حاول الطوسي تدراك الموقف، فدفع بمنير الحمداوي بدلا من عبد العزيز برادة ليجاور يوسف العربي، وتتغير طريقة اللعب إلى 4-4-2 بموجود مهاجمين. وجاء الفرج "المؤقت" بقدم البديل عبد الاله حفيظي الذي حول عرضية بركديش إلى المرمى في الدقيقة 82.
ولم يتعلم المنتخب المغربي من أخطائه وواصل اللعب بالنار ليرتكب هفوة دفاعية ويسمح سابونجا سانجوني بالتوغل والانفراد بالمياغري ليحرز هدف التعادل مرة أخرى وذلك في الدقيقة 86.
لم يسعف الوقت لاعبي المنتخب المغربي لإحراز هدف الفوز، ولم يكونوا على علم بنتيجة المباراة الأخرى وفوز منتخب الرأس الأخضر على أنجولا لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2 ويودع المنتخب المغربي البطولة من دورها الأول.