إلى زملائي المعلمين الذين أسندت إليهم أقسام السنة الأولى و الثانية إبتدائي ، أقدم طريقة و وسيلة ناجعة لتعلم القراءة و الإملاء.
هذه
الطريقة مناسبة للتلاميذ الذين هم في مرحلة تعلم الحروف و امتلاك مفاتيح
القراءة ، أو الذين تعلموها و يحتاجون إلى توظيف أصواتها و ربط بعضها ببعض .
كما
يعلم أخي المعلم أن نشاطات القراءة و الكتابة و الإملاء متكاملة ، لا يمكن
أن نفصل أحدها عن الآخر ، فلا يمكن للتلميذ أن يقرأ ما لم يحفظ صور الحروف
و أشكالها و أصواتها، و لا يمكنه أن يكتب ما لم يعرف وضعيات هذه الحروف و
حدودها .
هذه الطريقة التي أقترحها تقتضي أن يحضر المعلم بطاقات للحروف
بكل وضعياتها ، فكل حرف يتكون من عدة وضعيات حسب طبيعته : منفصل ، متصل
بالحرف الذي يسبقه ، متصل بالحرف الذي يأتي بعده ، متصل بالحرف الذي يسبقه و
الحرف الذي يأتي بعده.
فمثلا حرف القاف يتكون من الوضعيات : ق ، قـ ، ـقـ ، ـق . و حرف الراء : ر ، ـر . و حرف الشين : ش ، شـ ، ـشـ ، ـش . إلخ
فإذا
أردنا أن نكتب الكلمة " قلم " فإننا نحتاج إلى بطاقات الوضعيات : قـ ، ـلـ
، ـم . و بعد تصفيفها جنبا إلى جنب على حافة السبورة نحصل على الكلمة "
قلم " تامة و غير مقطعة .
هذه البطاقات يكون ارتفاعها : 10 سم و عرضها 8 سم . " إذا علقت على السبورة يجب أن تكون مقروءة من طرف كل التلاميذ في القسم "
كيفية تنفيذ حصة بهذه الطريقة
هذه
الطريقة لا تحتاج إلى كثير من الوقت ، بل يمكن إدراجها في آخر حصة القراءة
في فترة تعلم الحروف أو في فترة مراجعتها ، أو متى وجد المعلم متسعا من
الوقت .
- يوزع المعلم على التلاميذ البطاقات بطرق و كيفيات متعددة ،
حسب عدد التلاميذ في القسم ، و حسب عدد الحروف التي تعلمها التلاميذ ، و
حسب مهارة التلميذ نفسه .من 4 إلى 10 بطاقات .
- يمكن أن يوزع المعلم
لكل تلميذ حرفا ذا أربع وضعيات ، أو حرفين لكل منهما وضعيتين ، أو حرفين
لكل منهما أربع وضعيات ، كما يمكن أن يعطي لكل تلميذ الحروف التي يشتبه في
قراءتها كالفاء و القاف إلخ...
- يقرأ المعلم كلمة يختارها مثلا " مدرسة
" ، و يترك للتلاميذ بضع ثواني للتفكير في الحروف و الوضعيات المناسبة ثم
يقدّرون إذا كانوا معنيين بالمشاركة .
- يقوم التلاميذ و يصففون بطاقاتهم بالتناوب على حافة السبورة ، أولا الميم فالدال فالراء فالسين ثم التاء.
-
قد يخطئ التلميذ في الوضعية المناسبة للحرف ، فمثلا الذي عنده حرف الميم
يحمل معه الوضعية : م ، فينبهه المعلم و التلاميذ أن الميم في الكلمة "
مدرسة " تكون في بداية الكلمة و متصلة بالحرف الذي يليها .
- و قد يأتي
التلميذ الثاني بحرف الدال بالوضعية : د ، فينبهه المعلم و زملاؤه أن الدال
في هذه الكلمة تكون متصلة بالميم : ـد ، فيعود إلى مكانه و يحضر البطاقة
المناسبة .
- و هكذا ينوع المعلم في الكلمات لتشمل الحروف و الأصوات
المدروسة و ليعطي لكل التلاميذ فرصة المشاركة ، و لا يجب أن نقول أن
التلاميذ الذين لا يقومون إلى السبورة لا يشاركون ، لأنه في كل مرة يقرأ
المعلم كلمة إلا و ترى التلاميذ يبحثون في بطاقاتهم و يتوقعون وجود
البطاقات المقصودة و عدم وجودها .
- على المعلم أن يختار الكلمات التي لا تتكرر فيها نفس الوضعيات مثل : الكلمة "مفككة " يحتاج إلى وضعية الكاف : ـكـ مرتين
-
يمكن بعد تشكيل الكلمة على السبورة و نزع البطاقات ، أن يطلب المعلم من
التلاميذ إعادة كتابتها على الألواح ، و هذا للربط بين نشاطي الكتابة و
الإملاء.
من محاسن هذه الطريقة :
من تجربتي المتواضعة في استعمال هذه الطريقة وجدت أنها :
- طريقة حيوية ، يهتم بها التلاميذ أيما اهتمام ، و تثير فيهم نشاطا منقطع النظير. فهم يلعبون و يتعلمون .
- فعالة للتلاميذ الذين لا يميزون بين المدود : " الألف و الواو و الياء "
- فعالة للتلاميذ الذين لا يميزون بين الحروف المتشابهة : " السين و الشين " ، " الطاء و الظاء " ، " الصاد و الضاد " . إلخ..
-
هي طريقة عملية ، التلميذ لا يخاف من الخطإ ، فهو لا يترتب عليه شيئ إلا
نزع البطاقة و تعويضها بأخرى ، التلميذ لا يشطب و لا يمسح .
- ينصب جهد
التلميذ على اختيار الحروف و الوضعيات المناسبة لها ، عكس الإملاء بالكتابة
التي يوظف فيها مهارات أخرى : اتباع السطر تحسين شكل الحرف و حجمه إلخ
.....
- التلاميذ الذين يمارسونها بانتظام يتعلمون القراءة و الإملاء بسرعة و بإتقان و هذا عن تجربة .
و في الأخير أرجو أني أحطت بالموضوع و أتمنى أن ينال إعجاب زملائي
-منقول-