البطولة الجزائرية ...................النقل الحصري والتلفزيوني

ماذا لو تجرّأ محمد روراوة رئيس الإتحاد الكروي الجزائري ونفّذ
تهديده مانعا التلفزيون الوحيد بالبلاد من نقل وقائع الدوري الكروي المحلي للموسم
الجديد 2010- 2011، المزمع انطلاقه يوم 24 سبتمبر المقبل، ويكون بالتالي ما أقدم
عليه سابقة تاريخية؟

في آخر خرجة
إعلامية له، أبدى رئيس "الفاف" تبرّمه الشديد من التلفزيون الجزائري، محذرا إدارته
من كونه سوف لن "يدلّلها" و"يجاملها" كما كان ذلك أيام زمان، حينما كان يراعي
الطابع العمومي الذي تتميّز به هذه المؤسسة، ويغض النظر عن رفع سقف المطلب المالي
المتعلّق بالنقل التلفزي لوقائع الدوري المحلي.

محمد روراوة الذي تشبّع كفاية من المذهب "البراغماتي" في التسيير
الإداري الكروي، قال إنه حان الوقت لكي يضع مؤسسة التلفزيون الجزائري رفقة نظيراتها
الأجنبية على قدم المساواة في أثناء طرح صفقة بيع حقوق البث لنقل مجريات الدوري
المحلي، مشيرا بالمناسبة إلى أن عديد الفضائيات تتزاحم حاليا أمام مقر هيئته من أجل
الظفر الحصري بهذا الإمتياز، ذكر منها الفرنسيتين: "كنال+" و"أورانج سبورت"،
والقطرية "الجزيرة الرياضية"، والإماراتية "أبو ظبي الرياضية"، والتونسية
"نسمة".

والحق يقال إن التلفزيون الجزائري
الذي يسمّى عند العامّة قدحا بـ "اليتيمة" مايزال يذكّر بقايا متفرجيه بصور
البدايات الأولى لصناعة الأفلام نهاية القرن الـ 19 مع الشقيقين الفرنسيين (لوميير)
أوغست ماري لويس نيكولا ولويس جان، تلفزيون يهذي أهله من خلال الحديث عن الرقمنة
والألياف البصرية، وعديد أهداف الدوري الجزائري "تراوغ" مصوّري هذه المؤسسة ولا
يشاهدها المتفرج! تلفزيون ما يزال المحامون يتأففون من المرافعة والدفاع عنه بسبب
هشاشة العكاز الذي يتكأون عليه، تلفزيون يرفع شعار "الفقراء لا يدخلون الجنة" أمام
المواهب التي لا سند له إلا الله، وبالمقابل يتحفنا بالعروض الإستعراضية التي
يقدمها من تم إنزالهم فوق مبنى " 21، شارع الشهداء بالعاصمة" على طريقة
المظليين.

وبما أن الشباب الجزائري - الفئة
الطاغية على المجتمع - هو المعني بمتابعة الدوري المحلي، مع تسجيل أن أغلبه يئن تحت
وطأة البطالة، والبقية الباقية تترواح بين الدراسة وحظها في افتكاك وظيفة هاربة،
ومع إصرار روراوة على التطبيق النصي لدفتر الشروط الجديد، هل تتدخل السلطات
العمومية لتبنّي من تسمّى بـ "اليتيمة" كما كان الشأن في مونديال 2010 والإستحقاق
الذي سبقه؟ أم تترك مسؤولي التلفزيون الجزائري يشمّرون على سواعدهم ويتدبّرون أمرهم
بأنفسهم؟

آخر الكلام: لماذا يقول من يمسكون
بزمام المسؤولية للشباب الجامعي وغيره، بأن "عهد الرعاية الإلهية قد ولّى" و"لا
حياة لمن لا يبادر" "والعالم ملك من ينهض باكرا" وغيرها من السيمفونيات النشاز، مع
أن الشباب ناشدهم تزويده بالسنّارة وليس السمكة، في حين يدلّل الغير - بينهم أهل
"اليتيمة" ورؤساء الأندية الرياضية - كفاية، ويزيدون على عطفهم عليهم كيل
بعير؟!

وجهة نظر: بقلم | علي بهلولي