الامبراطور تحتمس III (اعظم قائد عسكرى فى التاريخ القديم)

يعتبر تحتمس الثالث هو ابرع قائد عسكرى فى التاريخ المصرى فقد مكنته عبقريته العسكريه من ابتكار العديد من الافكار التى غيرت من شكل المعارك الحربيه فى ذلك الزمن فهو اول من قام بتقسيم الجيش الى قلب وجناحين (ميمنه – قلب – ميسره) كما انه هو من ابتكر اسلوب المعارك المسماه بحرب الشوارع او حرب العصابات وذلك من خلال غارات سريعه وقصيره تقوم بها فرق صغيره من الجيش فى اى وقت فى النهار او الليل وبدون سابق انذار كما انه كان يدرس ارض المعركه جيدا ولم يكن يخرج لغزو مدينه الا ويكون قد درس جغرافيتها وعادات وتقاليد سكانها ومدى استعدادهم وتسليحهم اى انه كان يعد العده لكل شئ ولا يترك شئ للظروف وقد اشتهر تحتمس الثالث فى العالم القديم بأنه لا يقهر ولا يهزم ولا يستطيع اى من ملوك الدول المجاوره ان يهزمه كما ان خططه مازالت تدرس فى الاكاديميات العسكريه حتى الآن وعلماء المصريات الاوروبيين اطلقوا عليه لقب (نابليون الشرق) .
اما عن سياسته الخارجيه فنجده قد ركز اهتماماته على الحملات العسكريه التى ترسلها مصر للخارج ولكن هذه المره كان هدف تلك الحملات هو توسيع رقعه الاراضى المصريه اى انها كانت حملات ذات اهداف استعماريه (لاول مره فى تاريخ مصر) فقد كون تحتمس الثالث جيش قوى كان يخرج به ليغير على البلاد المجاوره ويحتلها ويعود محملا بخيرات تلك البلاد من غنائم واسرى واسلحه ليعود فى العام القادم بقوه اكبر ليغير على مناطق اخرى اما ليحتلها او لمجرد استعراض القوه ولقد وصلت حملاته الى 17 حمله عسكريه نجحت كلها بلا استثناء واتسعت رقعه البلاد فى عهده واصبح الشعب المصرى فى عهده فى حاله رائعه من الثراء والفرحه واصبح الشعب يشارك فى حملات الملك وكله ثقه فى النصر .
جدير بالذكر ايضا ان تحتمس الثالث قد قام بسن سنه جديده فى معامله ابناء الامراء الذين تم اسرهم فى المعارك فقد كان يأخذ ابناء الامراء الذين كان يحاربهم ويقوم بتربيتهم مع ابناء الامراء والملوك المصريين ولم يقم بمعاملتهم كمساجين او اسرى حرب وذلك لانه رأى ان هؤلاء الصغار الذين نشأوا فى طفولتهم نشأه راقيه لا يستحقون الا النشأه المصريه الراقيه وفى نفس الوقت رأى ان هؤلاء الصغار حين تكفل لهم مصر الحياه الكريمه والنشأه الراقيه سيظل ولائهم لمصر طوال عمرهم وحين يكبرون ستعيدهم مصر الى بلادهم ليحكموها بأسم مصر وبالطريقه المصريه التى يريدها تحتمس الثالث ولا يفكرون ابدا فى ان ينفصلوا ببلادهم عن مصر اى ان تلك البلاد ستظل تابعه سياسيا واداريا لمصر بدون مجهود من المصريين وقد حققت هذه الطريقه نتائج اكثر مما توقعه تحتمس الثالث لان الملوك والامراء الذين هزمهم احترموه وظلوا حافظين له جميل عدم ايذاء ابنائهم وتربيته لهم بشكل جيد (وذلك يدل على تمتع تحتمس الثالث ببعد النظر) .
وحملات الملك كلها مذكوره على جدران مقصوره المركب المقدسه فى معبد الكرنك فيما تعرف بـ حوليات تحتمس الثالث وهى عباره عن قائمه المعارك التى انتصر فيها الملك والمدن التى استولى عليها وهى تضم اسماء 359 مدينه فى قائمه واحده بالاضافه الى اللوحات التى تكمل ما ينقص تلك الحوليات فمثلا المعركه الاولى المسماه بــ معركه ماجدو مذكوره على لفافه من البردى فى معبد آمون بالكرنك كما ان الحمله الثامنه المسماه بــ معركه نهارينا مذكوره على لوحه جبل برقل .
الحمله الاولى (معركه ماجدو)كانت فى العام الاول من حكمه كان الهدف منها معاقبه امير قادش وتأديبه لانه كان يتزعم ثوره ضد مصر وقد نجحت الحمله واستطاع الملك فيها ان يستولى على شمال فلسطين . الحمله الثانيه كانت استعراض لقوه مصر العسكريه و الثالثه قام فيها باحضار مجموعه من الطيور والنباتات التى تم زرعها فى معبد الكرنك و الرابعه كانت لاستعراض القوة و الخامسه كانت تجمع مابين الاسطول البحرى المصرى والجيش البرى وفيها استطاع تحتمس الثالث ان يضع يده على الاسطول الفينيقى وان يستولى على المدن الساحليه الفينيقيه اما السادسه فخرج فيها تحتمس الثالث عن طريق البحر ليخمد ثوره اندلعت ضده فى فينيقيا وفيها استولى على مدينه قادش وهذه الحمله من اهم الحملات لان تحتمس الثالث سن فيها سنته الجديده فى معامله ابناء الامراء و السابعه كانت لتأمين المناطق التى استولى عليها خلال الحملات السابقه وفيها استطاع الاستيلاء على بعض الموانى الفينيقيه و الثامنه (معركه نهارينا) وصل فيها الى نهر الفرات واستولى فيها على العراق ووصل ابعد مما وصل اليه تحتمس الاول واصبحت مصر بعد هذه الحمله هى صاحبه النفوذ فى منطقه غرب اسيا كلها كما اصبحت موانى فلسطين وسوريا ولبنان وجزر البحر المتوسط تابعه للامبراطوريه المصريه بفضل الاسطول المصرى القوى والحمله التاسعه كانت لاستعراض القوة و العاشره كانت لتأديب بعض الامراء الذين حاولوا الخروج عن الامبراطوريه المصريه مثل امير حلب وملك ميتانى والحملات 11 و 12 و 13 لانعرف عنهم شئ اما الحمله 14 كانت مجرد حمله بوليسيه حارب فيها البدو الذين تمركزوا فى الدلتا عن طريق التسلل اليها والحمله 15 كانت لجمع الجزيه واستعراض القوه اما الحمله 16 كانت للاستيلاء على قادش التى حاولت التمرد على الحكم المصرى مره اخرى بالاضافه الى ذلك قام الملك بحمله واحده الى مملكه كوش فى الجنوب ووصل خلال الحمله الى منطقه الشلال السادس وهذا ابعد مما وصل اليه سنوسرت الثالث الذى وصلت حدود مصر الجنوبيه فى عهده الى منطقه الشلال الثانى .
وهكذا اصبح تحتمس الثالث هو الامبراطور الذى يحكم امبراطوريه شاسعه وصلت حدودها الشرقيه الى الفرات وحدودها الجنوبيه الى الشلال السادس وبالنسبه للنظام الادارى قام تحتمس الثالث بترك كل حكام المدن الشاميه فى حكمهم (فى صوره ولاه) وعين حاكم عام (مصرى) للشام كلها .
بالنسبه للديانه ازدهرت ديانه الاله آمون واصبح هو الاله الرسمى للدوله وكانت تنسب جميع الانتصارات الى رضاه على المصريين وازداد نفوذ وثراء كهنه امون بعدما اصبح لهم نسبه من الغنائم .
اما عن حياته الشخصيه فليس فيها تفاصيل كثيره حيث انه تزوج من امرأه تدعى (مريت رع حتشبسوت) انجبت له ولى عهده امنحتب الثانى ونلاحظ ان الظروف التى مر بها تحتمس الثالث فى طفولته اثرت على حياته الشخصيه فحرمانه من حنان الاب بسبب الموت وحنان الام بسبب بعدها عنه بسبب حتشبسوت جعلاه يهمل زوجته تماما ويتعامل معها بشكل فيه الكثير من التجاهل (ويحل محلها امه ايزيس) بينما وضع حنانه وتدليله كله فى ابنه الذى نشأ مدلل ومغرور بسبب تدليل ابوه له ولكنه ايضا نشأ نشأه عسكريه جعلته واحد من اقوى الملوك رياضيا وعسكريا .
بعد وفاته دفن تحتمس الثانى فى مقبرته رقم 34 فى وادى الملوك ولكن تم العثور على مومياؤه فى خبيئه الدير البحرى .
تعتبر فتره حكم تحتمس الثالث 33 سنه ولكنه يعتبر نفسه حكم حوالى 54 سنه لانه قام بضم سنوات حكم حتشبسوت الى فتره حكمه .