عدد المشاركات : 2422نقاط المشاركات : 15892نقاط التميز : 22تاريخ التسجيل : 04/07/2010 العمر : 35 الموقع : الزقم z'goum رسالتي : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل
موضوع: { وذكرهم بأيام الله } || نداء عاجل ومهم || الخميس نوفمبر 04, 2010 1:26 pm
للأخ الفاضل : جمال بخشي
{... وَ ذكرهم بأَيام الله ...
الحمد لله ثم الحمد لله الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
أحبتي في الله
أعضاء شبكة سما العالمية أحييكم بتحية عطرة ملئها الود والإخاء :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يا أحباب رسول الله أنتقل بحضراتكم من هنا إلى هناك وما أدراك ما هناك ،
هناك حيث مدرسة الربانية ،
أقسم فيها البارىء عز وجل بأيام مباركات ...
*** العشر الأوائل من ذي الحجة ***
فقال عز من قائل سبحانه :
( والفجر وليال عشر )
والله جل جلاله لا يقسم إلا بشيء عظيم .
وبما أن تحتاج النفس البشرية المؤمنة إلى استثارات إيقاظية قوية ، كلما لفها الكسل عن الطاعة وأقعدها الميل إلى المتاع ، وفي غمرة الزحام الدنيوي المتكاثر من الملهيات والمغفلات والمكتسبات المادية المحضة ، تتطلع نفس المؤمن إلى حالة إيمانية ترفعها عن الأرض وترفرف بها إلى عنان الأفق الرباني الرحب.
لهذا جاء هذا التقرير إيقاظا للهمم إلى اغتنام هذه الفرصة العظيمة .
؛
قد تمر على النفس أوقات وأيام تكون فيها أقرب ما تكون إلى العودة إلى الله ، وبناء عهد جديد معه سبحانه ، وتعد هذه العشر من ذي الحجة أنسب ما يكون لتلك الأوبة وخلاص التوبة.
والمنهج الإسلامي التربوي جعل من استغلال تلك الأيام وسيلة ناجحة لتربية إيمانية موجهة ، ودفعة قلبية روحانية صالحة ، تغسل فيها القلوب العاصية من درنها ، وتؤوب فيها النفوس المقصرة إلى بارئها ، وتأوي الروح فيها إلى حياة شفافة نقية لا تلوي على شيء غير الطاعة والإيمان .
لا أطيل على حضرتكم...
أبدأ التقرير مستعينا بالله ومن استعان به كفاه وهداه ، فاللهم اجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين،
بعد أن دخلنا إلى المدرسة وإلى قسم العبادات نلج إلى قسم العشر الأوائل من ذي الحجة
فتفضلوا معي مشكورين إلى : جماع الخير
لقد جمعت تلك الأيام العشر الخير من أطرافه ، فهي خير الأيام وأعلاها مقاما . فقد أقسم بها الله سبحانه في كتابه بقوله تعالى : " وليال عشر "
إذ يقول جمهور المفسرين: إن مقصودها عشر ذي الحجة .
وبين قائد مدرسة الربانية بأبي وأمي هو صلى الله عليه وسلم ، شأن العمل الصالح فيها ورفعته أيما رفعة حين قال: " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر "
* أخرجه البخاري .
لقد جمعت هذه العشر حقاً الخير من أطرافه، فصارت بحق جماعاً للخير، فما من عمل صالح إلا ويستحب فيها، وما من أيام العمل الصالح فيها خير منها.. فهي خير محض للنفس الطاهرة النقية، وهي دورة روحية إيمانية تتبوأ من العام مكان الصدارة من حيث خيرية الأيام.
وقد تستغربون إذا قلت لكم أن العلماء اختلفوا في أيهما أفضل ، العشر الأواخر من رمضان أم العشر الأوائل من ذي الحجة . فكان الخلاف شديدا ، فكان لبعض العلماء رأي جميل لطيف وكان قائده شيخ الإسلام ابن تيمية : حينما سئل أيهما أفضل؟ فأجاب : " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ". ففرق بين الليل و النهار !
إذن هذه الأيام من أفضل أيام السنة .
؛
قد علمنا فضل الأيام العشر من ذي الحجة ، فهل من أنتم مستعدون لمواصلة المسير ؟ .
من محطة الجمع ننتقل إلى ورشة العمل فهلموا معي ،
لندخل الورشة الإيمانية لنزاول الأعمال الصالحة حتى ننال أجر رب البرية .
وقبل البدأ في مزاولة العمل لابد من تنظيف الورشة وإليكم الطريقة .
1- التوبة الصادقة: فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله ، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة ، يقول تعالى : { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون }
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام: فينبغي على المسلم أن يحرص على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة ، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيّأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل ، ومن صدق الله صدقه الله ، قال تعالى: { والذينَ جاهَدوا فينا لنهديَّنهم سُبلنا }
3- البعد عن المعاصي: فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عنه والطرد من رحمته، وقد يُحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه، فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار، فأحذر الوقوع في المعاصي؟