منتديات عصامي للعلوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةجديد المنتدياتأحدث الصورالتسجيلدخول

... تعتذر إدارة منتديات عصامي للعلوم لك يا زائر عن كل إشهار قد يظهر على صفحاته ، و هو غير لائق بمقام المنتديات لأنه ملك لاستضافة أحلى منتدى ...
حصريا تاريخ وادي سوف  Oouou10

 

 حصريا تاريخ وادي سوف

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
يوسف الجزائري

يوسف الجزائري


عدد المشاركات : 380
نقاط المشاركات : 1113
نقاط التميز : 5
تاريخ التسجيل : 24/07/2010
العمر : 35
الموقع : الزقم zgoum

حصريا تاريخ وادي سوف  Empty
مُساهمةموضوع: حصريا تاريخ وادي سوف    حصريا تاريخ وادي سوف  Avatarالجمعة يوليو 30, 2010 1:47 pm

أصل تسمية وادي سوف

حصريا تاريخ وادي سوف  Namib_desert_pictures

وادي سوف مركبة من كلمتين "وادي" و"سوف"، ويعطي هذا الاسم عدة دلالات تتوافق مع طبيعة المنطقة وخصائصها الاجتماعية والتاريخية.
دلالات كلمة الوادي
- ومعناه وادي الماء الذي كان يجري قديما في شمال شرق سوف، وهو نهر صحراوي قديم غطي مجراه الآن بالرمال، وقد ذكر العوامر أن قبيلة "طرود" العربية لما قدمت للمنطقة في حدود 690هـ/ 1292م أطلقوا عليه اسم الوادي، والذي استمر في الجريان حتى القرن 8هـ/ 14م.
- وقيل أن قبيلة طرود لما دخلت هذه الأرض وشاهدت كيف تسوق الرياح التراب في هذه المنطقة،قالوا: إن تراب هذا المحل كالوادي في الجريان لا ينقطع.
- كما أن أهل الوادي يتميزون بالنشاط والحيوية، وتتسم حياتهم بالتنقل للتجارة في سفر دائم، فشبهوا بجريان الماء في محله الذي يدعى الوادي.

دلالات كلمة سوف

حصريا تاريخ وادي سوف  400namibia_desert_hires

- يربط بعض الباحثين بين سوف وقبيلة مسوفة التارقية البربرية، وما ذكره ابن خلدون، يفيد أن هذه القبيلة مرت بهذه الأرض وفعلت فيها شيئا، فسميت بها، وتوجد الآن بعض المواقع القريبة من بلاد التوارق تحمل اسم سوف أو أسوف و"وادي أسوف" تقع جنوب عين صالح.
- وتنسب إلى كلمة "السيوف" وأصلها كلمة سيف أي "السيف القاطع" وأطلقت على الكثبان الرملية ذات القمم الحادة الشبيهة بالسيف.
- لها دلالة جغرافية لارتباطها ببعض الخصائص الطبيعية للمنطقة، ففي اللغة العربية نجد كلمة "السوفة والسائفة" وهي الأرض بين الرمل والجلد، وعندما تثير الريح الرمل تدعى "المسفسفة" وهذا ما جعل أهل سوف يطلقون على الرمل "السافي".
- وقيل نسبة إلى "الصوف" لأن أهلها منذ القدم كانوا يلبسون الصوف، وقد كانت مستقرا للعبّاد من أهل التصوف يقصدونها لهدوئها، إضافة إلى أنها كانت موطنا لرجل صاحب علم وحكمة يدعى "ذا السوف" فنسبت إليه.
وأول من ذكره بهذا الجمع "وادي سوف" هو الرحالة الأغواطي في حدود 1829، وانتشر على يد الفرنسيين بعد دخولهم للمنطقة.

وادي سوف ماقبل التاريخ

حصريا تاريخ وادي سوف  Ee

منذ آلاف الملايين من السنين، كانت منطقة وادي سوف تنتمي جيولوجيا إلى الكتلة القديمة البلورية التي تكونت أثناء العصور الأولى من تاريخ الأرض الجيولوجي، وتتألف هذه الكتلة القديمة من الجرانيت والنيس والميكاشيست والكوارتزيت، وبعد تعرض سلاسلها الجبلية للتعرية اجتاحتها مياه البحار القديمة، فكادت تغمر كامل الرقعة الصحراوية الحالية، ولكن انحسرت المياه أثناء العصر الفحمي. وأثناء عصر الأيوسين(بدء الحياة الحديثة) خلال الزمن الجيولوجي الثالث تعرضت الصحراء لعوامل التعرية الجوية التي أثرت على تضاريسها فطبعتها بطابعها المميز الحالي. وأهم البراهين الدالة على وجود مظاهر الحياة بالصحراء في العصور القديمة:
* وجود الماء والأعشاب الذي وفر أسباب الحياة لعيش الحيوانات مثل فرس الماء والزرافة والفيل، وقد عثر في عام 1957 في شرق حاسي خليفة على هيكل عظمي لفيل الماموث في حالة جيدة.
* وجود غطاء نباتي كثيف في الصحراء بصفة عامة، ويؤكد ابن خلدون في بعض العصور أنهم كانوا يستظلون في ظل الأشجار عند تنقلاتهم من طرابلس إلى الزيبان، ولعل حرق الكاهنة لتلك المناطق إبان الفتح الاسلامي يشير إلى ذلك.
وما يشهد على العصر الحجري في سوف وجود الصوان المسنون والأدوات المختلفة الأنواع والأحجام كرؤوس السهام المصنوعة بدقة ومن مختلف العصور.
وفي 2000 ق.م أخذت المنطقة الهيئة التي نعرفها بها الآن من حيث المناخ باختفاء بعض النباتات والحيوانات ماعدا الجمل، الذي بقي يجوب المنطقة طولا وعرضا.

البربر الأمازيغ في وادي سوف

حصريا تاريخ وادي سوف  Image0003

إن ظهور البربر "الأمازيغ" تحدد تاريخيا بنحو 2600 قبل الميلاد، حيث عاشوا في الشمال الافريقي والحدود المتاخمة للصحراء، وقد كان يعيش في الجنوب الشرقي الليبيون الذين تحولوا بمرور الزمن إلى جيتولين، ويضيف إليهم المؤرخون قبائل الزيفون"Ziphones" والافوراس "Iforaces"وماسوفا "Massoufa" ،إضافة إلى شعب الغرامانت الذي عاش في شمال شرق الصحراء حيث أسس مملكة "غراما" (غدامس) بداية من الأراضي الطرابلسية.
وقد كان لقبيلة زناتة الانتشار الواسع في جنوب الصحراء المغربية، وهم معروفون بالبداوة والترحال يعتمدون في عيشهم على سكن الخيام واتخاذ الإبل، وقد شيد الزناتيون في سوف عدة مساكن منها الجردانية والبليدة وتكسبت القديمة، وبعد رحيلهم في بداية القرن 15م بقيت بعض آثارهم ومنها التسميات مثل تغزوت، ودريميني وبعض أسماء التمور مثل تكرمست، تفازوين، تافرزايت وغيرهم.

الفينيقيون القرطاجيون في سوف
ينتسب الفنيقيون إلى موطنهم الأصلي فينيقيا ببلاد الشام، وكانوا أمة تمارس التجارة البحرية ووصلوا في ذلك إلى البحر الأبيض المتوسط، فانتشروا في شمال إفريقيا، وأسسوا به نحو 300 مركز تجاري و200 مدينة.
وكانت تربط القرطاجيين علاقات تجارية برية مع بلاد السودان، وكان الطريق يمر بالعرق الشرقي الكبير في الناحية الشرقية من سوف، فكانت القوافل تنقل السلع الافريقية مثل العاج والزمرد والذهب وريش النعام والعبيد، وكانت هذه القوافل خاضعة لمراقبة قبائل الغرامانت، فيقتطعون منها الضرائب، واتخذ التجار لأنفسهم وكلاء في غدامس، وهذا ما جعلهم يتعاملون مع سوف واستقر بعضهم في أرضها، فسكنوا الجردانية في الشمال الشرقي لسوف، وفي البليدة القديمة قرب سيف المنادي في الجهة الشمالية لسوف على مسافة يومين، وطالت إقامتهم في المنطقة وهم يمارسون الرعي والتجارة.

حصريا تاريخ وادي سوف  Phoeniciancoin2a

وادي سوف والإستعمار القديم

الإحتلال الروماني

حصريا تاريخ وادي سوف  Rome02

جاء في الصروف: "أتى الرومان إلى هذه الأرض( أرض الوادي) منذ دهر طويل لا نعلم أوله، وقاتلوا من فيها وأخرجوهم منها، فتفرقوا في إفريقيا وسكنوا الجردانية والبليدة، وجددوا ما تهدم منها وتعمقوا في أراضيها". وقد عثر على آثارهم في عدة مناطق مثل قمار والرقيبة وغرد الوصيف، كما توجد تحت كثبان الرمال في عميش (الواقعة على بعد 20 كلم جنوب شرق المنطقة) مكان يدعى زملة سندروس(ZemletSendrous) التي يوجد بها آثار الرومان، كما أن بئر رومان (الواقع على بعد 180 كلم جنوب شرق سوف) بني من الحجارة المنحوتة، ومن تسميته يعتقد أنه حفره الرومان لتأمين قوافلهم في طريقها إلى غدامس.

ومن أهم الدلائل المادية التي تبرهن على التواجد الروماني بسوف، القطع النقدية التي عثر عليها، احداها بها صورة الامبراطور قسطنطين، وهي تثبت خضوع المنطقة لهم في القرن الرابع، وعثر على كثير من القطع في غرد الوصيف (جنوب غرب الوادي 40 كلم)، كما عثر في قمار على قطع تعود إلى عهد ماسنيسا، وإلى عهد الجمهورية الرومانية (نايرون) وأخرى للعهد النوميدي، يوغرطا ويوبا الثاني وهذا ما يدل على استقرار هذه الشعوب في منطقة وادي سوف.

الإحتلال الوندالي للصحراء

حصريا تاريخ وادي سوف  Viking-mask

الوندال شعب ينحدر من السلالة الصقلية السلافبة، سكنوا جرمانيا ثم استقروا باسبانيا سنة 409م، ونزلوا بالشمال الافريقي واحتلوا قرطاجنة سنة 439م بقيادة ملكهم "جنسريق"، فقتلوا كثيرا من الرومان، وهدموا الصوامع والكنائس وأجلوا أصحابها من الرهبان إلى جهة الجنوب. واستقر بعضهم في أرض سوف، في منطقة سحبان الواقعة جنوب غرب الوادي بحوالي 26 كلم وفي جلهمة بين قمار وتغزوت.

كانت سياسة "جنسريق" مع البربر قائمة على ارضائهم والتحكم فيهم بشتى الطرق، ولكن بعد وفاته لم يحسن خلفاؤه معاملة البربر، فأعلنوا الثورة عليهم. يقول المؤرخون أنه لا يستبعد مشاركة اللاجئين بالصحراء في هذه الثورات كرد فعل وانتقاما ممن قهرهم وشردهم. والجدير بالذكر أنه وإن لم يصل الوندال بأنفسهم للمنطقة فإن الفارين والمطرودين واللاجئين كانت سوف خير مستقر لهم.

الإحتلال البيزنطي

حصريا تاريخ وادي سوف  Rom

بعد إبادة الوندال واحتلال الأمبراطور البيزنطي "جستنيان" للجهات الشرقية من إفريقيا، أوجب الأمبراطور البيزنطي على السكان الذين كانوا يعتنقون المذهب الأرثوذكسي(كانت المسيحية سائدة في منطقة سوف في تلك الفترة) اعتناق المذهب الكاثوليكي.
جاء في الصروف: "ومن الروم ذهب جماعة من الرهبان إلى جهة الجنوب ومنها أرض سوف فنزلوا عند من سبقوهم من الرومان بجلهمة وسحبان وبنوا أمكنة سواها للعزلة والعبادة والاستيطان"،وقد وجدت العديد من الأديرة بسحبان وجلهمة التي كانت مقر أسقفية. وقد شهدت منطقة سوف انتشار القطع النقدية البرونزية البيزنطية، ولم ينقطع أثرها إلا خلال الحرب العالمية الأولى بسبب تحويلها من طرف الصائغين.
ورغم محاولة البيزنطيين إحكام سيطرتهم على السكان فإن قبائل نوميديا فجرت الثورة ، وقد شارك فرسان سوف في المقاومة الشعبية ضد خط الدفاع البيزنطي الذي كان ممتدا من قفصة إلى تبسة ولامبيز. وقاد الثورات زعماء من البربر الذين أضعفوا الحكم البيزنطي فتهاوى بسهولة وسقط لما قدم الفاتحون المسلمون.



العصر الإسلامي في وادي سوف

حصريا تاريخ وادي سوف  ArabCulture2

وصلت جحافل الفتح الإسلامي إلى إفريقيا في وقت مبكر، حيث وصل عقبة بن نافع (في ولايته الأولى 46هـ) ففتح غدامس، وتوجه نحو اقليم الجريد ففتحه، والمسافة بين الجريد وسوف لا تتجاوز 90 كلم آنذاك، وهذا ما يفيد كما قال صاحب الصروف أن عقبة أو جنوده وصلوا إلى سوف وفتحوا قراها.
وفي ولايته الثانية (63هـ) وصلت قواته إلى بلاد الزاب المحاذية لسوف، ولكنه استشهد في تاهودة سنة 64هـ (683م). وقد تعرضت المنطقة الصحراوية كغيرها من الجهات الجنوبية الشرقية إلى الظلم والاضطهاد الذي سلطته الكاهنة على الناس، ولما ولي حسان بن النعمان الغساني، تصدى لقتال الكاهنة، ولكنه تراجع واستقر في برقة مدة خمس سنوات بداية من عام 78هـ، وفي تلك المدة خربت الكاهنة البلاد المجاورة لها ومنها سوف، ظنا منها أن المسلمين قدموا إلى المكان طمعا في المدائن والذهب والفضة. وأعاد حسان الكرة وحارب الكاهنة وهزم جيوشها ولاحق فلولها إلى منطقة بئر العاتر وقضى عليها، لكنه في المقابل عقد لولديها على 12ألفا من البربر الذين أسلموا وبعث بهم إلى المغرب يجاهدون في سبيل الله وكان ذلك عام 84هـ(703م). وبذلك استحق حسان بن النعمان أن يلقب بالفاتح الحقيقي وناشر الاسلام في تلك الربوع. وكانت سوف يومئذ عامرة بالبربر الذين يعيشون حياة البدو الرحل، وكان العرب من بقايا الفاتحين الأوائل أو المهاجرين من المشرق يمرون بسوف ويستقرون لبعض الوقت، فيحدث التأثر بين الطرفين في الأخلاق والمعاملات.
وقد مرت وادي سوف بمراحل متنوعة عاشت فيها تحت ظل الدويلات الإسلامية نذكر منها:

الدولة الرستمية
وهي أول دولة قامت للمسلمين بالمغرب الأوسط بعد حركة الفتح الاسلامي (160هـ - 776 م)، وقد امتد نفوذها إلى جنوب بلاد الجريد، وكانت سوف ضمن نفوذها، وتأثرت بسياستها، حيث بدأ انتشار المذهب الاباضي بصفة محدودة، وقد تزامن ذلك مع وجود دولة الأغالبة التي كانت تحيط بها الدولة الرستمية من جميع الجهات.

الدولة الأغلبية
وقد تأسست عام 184هـ (800م)، وكانت رقعتها لا تتجاوز في الربع الأول من القرن 3هـ الشمال التونسي وجزء صغير من الشمال الشرقي الجزائري. وقد نجح الأغالبة في تحطيم الحصار المضروب عليهم وذلك باحتلال المضيق الذي يربط تيهرت بطرابلس، ويمثل منطقة قفصة وبلاد الجريد، وفي عهد هذه الدولة أصاب البربر في سوف ضرر من سلطتها، ففر بعض الروم المسيحيين وأصحاب المذاهب الاسلامية المخالفة للأغالبة إلى الصحراء القبلية، وخاصة أتباع المذهب الشيعي.

الدولة الفاطمية
أسسها عبيد الله المهدي سنة 297هـ (910م) بعد قضائها على الدولة الرستمية والأغلبية، ودانت لها بلاد المغرب كلية، ووقع اختيارهم على قبيلة صنهاجة لتكفيهم أمر زناتة، ولما أحس الخليفة الفاطمي في مصر بعصيان صنهاجة وتمردها على الخلافة الفاطمية، أرسل إليهم الأعراب من بني هلال وسليم. وكانت الصحراء المحاذية لسوف أحد المنافذ التي عبرت منها الحملات الهلالية، ودامت حركة الهجرة الهلالية نحو نصف قرن. وخلال تلك الفترة انتشرت القبائل العربية المهاجرة بمنطقة سوف. كما هاجر إليها كثير من قبائل زناتة وأقروا القرى، ومنها تكسبت القديمة.

الدولة الموحدية

حصريا تاريخ وادي سوف  1111111

قامت هذه الدولة سنة 524هـ (1130م)، وكانت سوف في الحدود الجنوبية لهذه الدولة، فكثر عدد الوافدين على سوف من قسطيلية(الجريد)، والزاب، وورقلة ووادي ريغ بداية من سنة 530هـ(1136م). وفي سنة 600هـ(1204م) بدأ الانحطاط يدب في كيان الدولة الموحدية، فهاجرت قبيلة "بني عدوان" العربية واستقرت في الجردانية بعد إخراج بربر زناتة منها.
وبعد تفكك الدولة الموحدية إلى ثلاث إمارات متنازعة وهي دولة بني حفص شرقا، وبني مرين غربا، وبني زيان بالمغرب الأوسط، ونتيجة للقلاقل، نشطت حركة الهجرة وأخذت القبائل تتوافد على سوف آتية من تونس ومنها قبيلة "طرود" التي لعبت دورا في الصراع بين الأمراء المتنازعين على الحكم، إلى أن سقطت على يد الأتراك سنة 981هـ (1574م).



سوف في العهد العثماني

خلال العهد العثماني بالجزائر (1518-1830)، كانت العلاقة بين الباي في عاصمته "قسنطينة"، ومناطقه التي تضم وادي سوف، تدار بواسطة "شيخ العرب" الذي يشرف على عملية الضرائب، وفي حالة العصيان يرسل البايلك حملات عسكرية تأديبية لأخذ الضرائب عنوة.

كانت منطقة سوف تابعة صوريا لسلطان تقرت "إمارة بني جلاب" فبعض القرى تدفع الضرائب سنوية رمزية، بينما امتنعت قرى أخرى عن دفعها مما دفع سلطان تقرت إلى إرسال حملتين الأولى بقيادة الشيخ أحمد بن عمر بن محمد الجلابي، والثانية بقيادة الشيخ فرحات بن عمر بن محمد الجلابي. ونظرا للصراعات الكثيرة من جهة بين عائلتي بن قانة وبوعكاز على منصب شيخ العرب ومن جهة أخرى بين أسرة بن قانة وبني جلاب على حكم تقرت، كانت قرى سوف في تجاذب بين هذه الصفوف تؤازر طرفا ضد الآخر بحسب الولاء الذي اختارته تلك القرى والمصالح التي تنتظرها قبائلها.

حصريا تاريخ وادي سوف  Hadj-ahmed-bey

وتوالت الحملات إلى وادي سوف من طرف سلطان تقرت، وبايلك قسنطينة الذي يكلف سلطان تقرت بجمع الضرائب، وقد يأتي الباي بنفسه أحيانا مثل ما فعل باي قسنطينة "أحمد المملوك"سنة 1821م. وقد جمع أموالا كثيرة، وقد عرفت بعض الأماكن في سوف باسم الأتراك بسبب تمركز قواتهم بها أثناء حملاتهم للمنطقة مثل وادي الترك التي تبعد عن الوادي بنحو 33كلم بالجهة الغربية. ولقد كان الأتراك يظنون أنهم بعد كل حملة يتمكنون من بسط نفوذهم النهائي على وادي ريغ ووادي سوف، إلا أنهم بمجرد رجوعهم يظهر لهم تخلخل ذلك الولاء وتراجعه بسبب:
- بعد اقليم سوف عن البايلك، وعدم اهتمام السلطة التركية بتطوير هذه المناطق.
- ارهاق السكان بالضرائب، ومحاربتهم عند رفض تقديمها.
- وجود خلافات، وسيادة الطابع القبلي الذي يفضل التحرر والاستقلالية.

وبقيت وادي سوف على استقلالها لا تخضع فعليا لأي حاكم -كما قال الأغواطي في رحلته- إلا في فترات قصيرة عندما تجتاح المنطقة قوات قبائل المخزن لجمع الضرائب. وفي هذا الوقت كانت شؤون سوف منظمة من طرف"الجماعة" التي يتم اختيار أفرادها من الشيوخ الأكثر حضوة ومكانة لدى قبائلهم، فكل قرية كانت تدار من طرف كبير من الوجهاء، وعند بروز قضايا هامة يجتمعون في مدينة الوادي عاصمة الاقليم، يضمهم مجلس الوجهاء الذي يفصل في القضايا السياسية كإعلان الحرب، أو القضائية كالخصومات بين القبائل، وبقيت سوف على هذه الحال إلى دخول القوات الفرنسية للمنطقة.

سوف والإحتلال الفرنسي

حصريا تاريخ وادي سوف  Bouchoucha

في ديسمبر 1854م وصل العقيد الفرنسي"ديفو" بقواته الهائلة إلى وادي سوف مستطلعا الوضع العام، ثم رجع إلى تقرت ليعلن يوم 26 ديسمبر 1854 على أن "علي باي بن فرحات" ممثل فرنسا وقايد على تقرت ووادي ريغ ووادي سوف. وعمل ديفو على مراقبة منطقة وادي سوف، وحاول إضفاء نوع من الاستقرار عليها عن طريق المراسيم والأوامر، وفرض الضرائب وحث السكان على العمل تحت أوامر "علي باي"، إلا أن المنطقة بقيت مجالا للاضطرابات، وبدأت تحركات رجال المقاومة الشعبية وخاصة سي النعيمي ومحمد بو علاق اليعقوبي وبن ناصر بن شهرة ومحمد بن عبد الله، وحينئذ عمل الفرنسيون على تحقيق نوع من الهدوء في المنطقة، فشيدوا عدة أبراج للمراقبة في الجهات الأربعة لسوف لتأمين القوافل والمحافظة على الأمن، ولكن المقاومة ظلت مشتعلة بوادي سوف وما جاورها وامتدت من عين صالح إلى ورقلة وتقرت وسوف وتبسة ونقرين وبلاد الجريد ونفطة التونسية.

قاد هذه المقاومة محمد التومي بوشوشة، الذي استولى على ورقلة في 5 مارس 1871، وعيّن عليها بن ناصر بن شهرة آغا، وكانت ورقلة تابعة لعلي باي، فاتصل جماعة من شعانبة الوادي ببشوشة وأخبروه بأن "علي باي" أودع أمواله وعياله ببلدة قمار، التي هاجمها بوشوشة يوم 8 مارس 1871 فاحتمت عائلة على باي بالزاوية التجانية، وبعد مفاوضات مع أعيان الوادي، رجع بوشوشة وسلمت عائلة "علي باي"، لكن آغويته لم تسلم من سطوة بوشوشة الذي استولى على تقرت في 13 ماي 1871 وعيّن عليها بوشمال بن قوبي آغا، فصارت وادي سوف تابعة لسلطة بوشوشة.

ولما تأكد للفرنسيين عجز "على باي" أعدوا جيشا بقيادة الجنرال "لاكروا فوبوا" الذي أعد خطة استطاع بها انتزاع ورقلة وتقرت من أنصار بوشوشة في جانفي 1872 واتجه نحو سوف فأخضعها للسلطة الفرنسية وعيّن عليها حاكما من جنود الصبايحية يدعى"العربي المملوك".

والجدير بالذكر أن وادي سوف ما بين 1837 - 1872 كانت ملجأ آمنا للمقاومين، تدعمهم بالمال والسلاح والرجال، ولما انتهت فترة السبعينات من القرن 19 بتصفية فلول المقاومة الشعبية بالجنوب، بدأ الفرنسيون يهيئون الظروف للاستقرار في الجنوب الجزائري، قريبا من الحدود التونسية التي كانت فرنسا بصدد التخطيط لاحتلالها، وتعتبر سوف أهم موقع يمكن استغلاله لتأمين ظهر الفرنسيين.

وتمكنت فرنسا من فرض الحماية على تونس في 12 ماي 1881 وفي مقابل ذلك كُلف الضابط "ديبورتار" - الذي سبقت له المشاركة في احتلال تونس - بتأسيس أول مكتب عربي بالدبيلة القريبة من الحدود التونسية، فكانت المركز الأول للاستقرار الفرنسيين في سوف. ثم أخذت القوات الفرنسية في التزايد بالدبيلة واستمر إلى سنة 1887، وبعد ذلك بدأ العدد يتناقص لأن الإدارة الفرنسية بدأت الاستقرار بقوة في مدينة الوادي عاصمة الاقليم منذ سنة 1882، ويعتبر النقيب "فورجيس" (1886-1887) ثاني حاكم عسكري لملحقة الوادي، والذي خلف الضابط "جانين".
واستعان الفرنسيون بالقياد وشيوخ القبائل لادارة شؤون السكان، وصارت الوادي ملحقة منذ 1885 تابعة لبسكرة ثم حُولت إلى دائرة تقرت عام 1893، وشهدت الملحقة بعد ذلك تغيرات مستمرة في حكامها العسكريين.

حصريا تاريخ وادي سوف  Eloued1

وفي عام 1902 حدث تغيير في التقسيم الإداري بالجنوب فأصبحت سوف تابعة لإقليم الصحراء، وطُبق عليها الحكم العسكري الذي ضيق الحريات، إلا أن الوعي الوطني برز جليا في ثنايا الطرق الصوفية وخاصة الشيخ الهاشمي وابنه عبد العزيز الذي تأثر برحلاته إلى الزيتونة والمشرق العربي، وتحول من شيخ للزاوية إلى داعية للأفكار الاصلاحية في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكلفه ذلك النفي والتشريد من طرف السلطات الاستعمارية، ومهد ذلك لبروز الحركة الوطنية الاستقلالية بعد الحرب العالمية الثانية، والتي شرعت في بث الوعي الوطني وتجنيد المناضلين وجمع الأسلحة والتهيئة للثورة التحريرية.

بقلم : عصامي ياسر . . . .

--------------------------- يتبع -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assami.yoo7.com
yasser computer

yasser computer


عدد المشاركات : 2422
نقاط المشاركات : 15892
نقاط التميز : 22
تاريخ التسجيل : 04/07/2010
العمر : 35
الموقع : الزقم z'goum
رسالتي : كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل

حصريا تاريخ وادي سوف  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريا تاريخ وادي سوف    حصريا تاريخ وادي سوف  Avatarالأربعاء أغسطس 11, 2010 8:55 pm

وهذه بعض المعلومات الاخرى عن تاريخ الوادي

لمحه مختصرة عن تاريخ وادي سوف

إن مدينة وادي سوف التي نشأت وتربيت فيها مدينة صحراوية تقع إلى الجنوب الشرقي في الجزائر وتبعد عن العاصمة الجزائرية الجزائر ما يزيد عن 650 كلم ؛ تتميز برمالها الذهبية اللامعة وبغروبها الآخذ ؛ وتجذبك تجاه المدينة أشياء كثيرة منها ما يثير إعجابك والآخر حيرتك وأحيانا يجتمع الإعجاب مع الحيرة ؛ ترك كثير منها أثرا غير مباشر في حياتي وألهمتني فلسفة ورؤية تجاه الإنسان والحياة .. وقبل التطرق إليها بنوع من التفصيل أود ذكر بعض المعلومات عن المدينة من شأنها أن تكون زادا للقارئ الكريم في هذه الرحلة مع المكان والتاريخ .


لعل أول ما يستوقف الإخوة سبب تسمية المدينة " واد سوف " وهي على تعدد التفاسير التي تحاول إعطاء بعد إجتماعي وتاريخي للفظ يتناسب مع طبيعة المنطقة وبيئتها إسم مركب من كلمتين ( واد / سوف ) أختلف حول مدلوليهما ؛فالباحثون يقولون أن لفظ ( واد ) قد يعني أحد الدلالات التالية :
ما نسب تاريخيا حول وجود واد مائي كان يجري قديما في شمال شرق المنطقة ؛ وهو نهر قديم غطى مجراه حاليا الرمل ؛ وإن كان البعض خصوصا أولئك الذي يعرفون طبيعة المكان قد يستغرب هذا الطرح إذ أن المظهر العام لا يوحي بوجود أي مصدر مائي يرقى ليكون وادي فكيف بالقول بوجود نهر فإن بعض الحفريات تدل على وجود بعض هياكل الحيوانات والأسماك ودلائل على وجود ملامح للحياة القديمة قد يعزز هذا الطرح .


أما ثاني تلك المحاولات فإنه إستند في دلالة اللفظ إلى ما يقال عن علاقة الكلمة بالدلالة الوصفية فيقال أن سكان قبيلة طرود وهي من القبائل العربية الأصلية التي قدمت للمنطقة في حدود سنة 690 هـ الموافق لـ 1292م وإستقرت فيها أطلقت الإسم بعد أن شاهدوا حركة الرياح وهي تسوق التراب ؛ مستمديه من قولهم : إن تراب هذا المحل كالوادي في الجريان لا ينقطع .
وغير بعيد عن هذه الدلالة يجيء قول بعض المؤرخين من أن دلالة الواد إستمدت من حركة أهل المنطقة الدؤوبة ؛وتميزهم بالنشاط والحيوية وإتسام حياتهم بالتنقل الدائم المصاحب لإشتغالهم بالتجارة .
ومثله فإن لفظ ( سوف ) أثار أيضا الكثير من التفاسير التي لا يمكن حصرها لتنوعها وإختلاف منطلقاتها ولعل أشهرها وأكثرها شيوعا :
ما يتردد عن إستيطان قبيلة ' مسوفة ' التارقية الأمازيغية ؛ويرى الدارسين لتاريخ ' بن خلدون ' مؤشرات كثيرة تدل على ذلك ؛ فهو أشار إلى مرور هذه القبيلة بالمنطقة والإقامة بها مما حذا بالبعض بتسمية المنطقة بهذا الإسم نسبة لها .


ويرى آخرون أن هذا الإستدلال التاريخي يحتاج إلى تدقيق وبحث خصوصا أن الصحراء الجزائرية واسعة ومن ثم فإن التأكيد على أن المكان الذي قصده ' بن خلدون ' كان واد سوف الحالية أمرا غير مؤكد لذا فهم يلتجئون إلى التفسيرات الدلالية ومن هذه التفسيرات : النسبة إلى "السيوف" والتي تستمد أصلها من كلمة سيف ' السيف القاطع ' وهو الإسم الشائع للكثبان الرملية المنتشرة في أرجاء المدينة ذات القمم الحادة الشبيهة بـالسيف.


ومنها ما يرجع إلى لفظ " السوفة والسائفة " والتي تعني في اللغة العربية الفصحى الأرض بين الرمل والجلد ولعل هذا ما جعل السوافة يطلقون على الرمل مصطلح ' السافي ' .
وأشهرها على الإطلاق ويكاد البعض يجزم بأن الإسم يرجع لهذا التفسير بأن أهل الواد إشتهروا بلبس الصوف وغزله ؛وكانت النسوة حسب الموروث الشعبي يغسلونه في الواد الجاري حسب الإعتقاد السائد لدا البعض كما أوضحنا سابقا فكان يقال ( واد الصوف ) ومنه حرفت اللفظة إستسهالا إلى ما هو الإسم عليه اليوم ( واد سوف ) .
وأي كانت دلالة الإسم والإجتهادات في نسبها فيلاحظ أنها جمعت بين طياتها محاولة لفهم طبيعة وجغرافيا المكان من جهة و محاكاة التاريخ من جهة ثانية


يؤكد المؤرخون أن المدينة كانت مأهولة منذ آلاف السنين وتحديدا في فترة ما قبل الميلاد حيث كانت المنطقة على غير ما هي عليه اليوم تتميز بالخضرة وبغطاء نباتي هائل ؛ يعيش فيها جمع من الحيوانات النادرة كفرس الماء والزرافة والفيل ويرجحون إنحصار الغطاء النباتي والتميز بالطبيعة الصحراوية القاحلة إلى سنة 2000 قبل الميلاد ولعل ما يدلل على ذلك العثور على هيكل عظمي لحيوان فيل الماموث في حال جيدة بمنطقة حاسي خليفة شرق المدينة في سنة 1957م .


وأبرز ساكني هذه المدينة قبائل الأمازيغ التي عاشت ردحا من الزمن فوق هذه الأرض ولعل في تسمية بعض الأحياء والقرى بأسماء أمازيغية كــ ' تكسبت ' التي يقال أنها ملكة بربرية و 'تغزوت' تأكيد على ذلك .. كما سكنها الجيتوليون وهي القبائل النازحة من ليبيا إضافة إلى قبائل الزيفون Ziphones والافوراس Iforaces وماسوفا Massoufa ،إضافة إلى شعب الغرامانت الذي عاش في شمال شرق الصحراء حيث أسس مملكة "غراما" غدامس بداية من الأراضي الطرابلسية .


كما يؤكد كثير من المؤرخين أن الفينقين القرطاجيين الذي أسسوا مملكتهم على السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط والتي عرفت بـ ( قرطجنة ) التي تقع حاليا في الجمهورية التونسية وإليها ينسب المهرجان الفني العربي الكبير ( قرطاج ) إتخذوها ممرا نحو إفريقيا في تجارتهم التي كانت تنقل السلع الإفريقية من عاج وزمرد وذهب وريش النعام والعبيد ؛ وكانت القوافل تخضع لرقابة قبائل الغرامانت التي كانت تفرض عنها الضرائب ويقال أن بعض الفينقين أستوطن المكان ويؤكدون أنهم من أسس المدينة المسماة ' سندروس ' وهي آثار لبقايا مدينة على النمط الفينيقي / الروماني مدفونة وسط الرمل ظهر بعضها نتيجة الريح .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://assami.yoo7.com
zakaria161

حصريا تاريخ وادي سوف  Star-111
avatar


عدد المشاركات : 3
نقاط المشاركات : 3
نقاط التميز : 0
تاريخ التسجيل : 19/08/2010

حصريا تاريخ وادي سوف  Empty
مُساهمةموضوع: رد: حصريا تاريخ وادي سوف    حصريا تاريخ وادي سوف  Avatarالخميس أغسطس 19, 2010 4:37 pm

EL OUED -november 1978
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حصريا تاريخ وادي سوف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجاهدي وادي سوف
» وادي الذئاب
» وادي سوف . . . بطاقة تعريفية
» تاريخ و جغرافيا
» لعبة الغميضة ,,, لعبة شعبية من وادي سوف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عصامي للعلوم :: .:. منتدى الزقم Forum z'goum .:. :: منتدى الزقم-
انتقل الى: