اللباس فـي الجامعات تقليد أعمى أم لجذب الانتباه
حين تنظر إلى ملابس طلبة الجامعات من بعيد
تعتقد من الوهلة الأولى أنك في حفلة، وليست أي حفلة بل حفلة تنكرية ولكن
عندما تسير بين الأبنية تكتشف أنك في جامعة.
عندما كنا في المدرسة كنا
ننتظر يوما خاصا وعزيز على قلوبنا وهو اليوم الذي سيسمح لنا فيه بارتداء ما
يحلو من الملابس الرياضية بسبب حصة الرياضة التي تصادف ذلك اليوم، وفي
الجامعة تعطى الحرية الكاملة لطلبة الجامعات في ارتداء ما يحلو لهم من
الملابس لكونهم أصبحوا ناضجين ولكن للأسف إن البعض منهم لم يكن على قدر هذه
المسؤولية . فبغض النظر عن المشكلة في التنشئة سواء من الأسرة أو من
الجامعة نلاحظ أن التقليد الأعمى قد أعمى بصيرة هؤلاء المساكين الذين يحبون
الجامعة باعتبارهم بناة المستقبل وقد ارتدوا ثيابا لا تليق بطالب الجامعي
ولا حتى بإنسان في بعض الأحيان ، ابتداء من السروال الطايح والذي منع حتى
في أحدى دول الغرب والذي يعتبر منتقدا في المجتمعات حتى الغربية منها
،انتهاء بالسروال
الممزق والذي أصبحنا نرى انه ممزق ويكشف للأسف عن
أماكن حساسة ولا يلق بشخص بالغ ، وإذا أقتصر الأمر على هذا النحو فالأمور
على ما يرام مقارنة بلباس الأطواق والمحابس أو الحلق أو السوار للشباب بحيث
يصعب أحيانا التفرقة بين البنات والشباب! ولو نظرنا حولنا نجد أن كل هذه
الألبسة هي للفت الأنظار سواء أكان السرول الذي يلبسه الشباب والفتيات بشكل
المقلوب أو السروا الواسع جدا ، والمعروف بـ '' هيب هوب''.
يشار الى أن
هذه الموضة في أنشار السراويل الطايحة أو'' الهيب هوب '' بدأت في السجون
حيث لا يسمح بإعطاء السجناء حزاما مع البنطلون الواسع والهابط لمنع السجناء
من الانتحار شنقا أو ضرب زملائهم فيه.
طبعا لا تعد مشكلة كبرى إن يلبس
بعض الطلاب الألوان الزاهية مثل الزهري والأرجواني أو الوردي ولكن على ما
أعتقد المشكلة الكبرى أن يلبس الطالب الجامعي والذي بلغ عمرا يزيد عن
العشرين عاما قميص أو تيشيرت مرسوما عليه سلحفاة أو أرنب أو قطة .
حين
تسال شخص قد وضع بعض مساحيق التجميل على بشرته يؤكد أنه شيء طبيعي بالنسبة
إليه وعندما تستفسر عن سر قص الشعر للفتيات بشكل القصير جدا يؤكدن أن
الموضة هي السبب في هذا التصرف الغريب ، حتى الحجاب بات بعدة أشكال ولا يدل
على الحشمة أبدا بحيث أصبح لا علاقته له بالحجاب الذي نرى في الأماكن
العامة أو الذي فرضه الإسلام.
الغريب في الموضوع أن البسروال الطايح هو
أمر مضطهد في الغرب ألان وقد تكرر فرض العقوبات في بعض الولايات الأمريكية
على لابسها وكان أخرها ولاية لويزيانا حيث قررت حبس من يرتدي السروال
الطايح الذي يظهر الملابس الداخلية التحتية، مدة ستة شهور وغرامة قدرها 500
دولار.
أصبحت الكلمة التي يبرر فيها الآباء أو الهيئة التدريسية هذا
الفعل كلمة (موضة) والتي أصبحت شائعة الاستعمال، وبالتالي أصبحت الجامعات
بحاجة إلى وضع سياسات وأنظمة تقنن اللباس والهندام لدى الطلبة ، وأنا
أستغرب أن ما هو الأكاديمي من غير الأكاديمي في موضع اللباس والهندام هنا ؟
وهل ارتداء هذه الألبسة عنوان للاحتراف والاحترام كما يعتقد بعض الطلاب أم
لا ؟.